مسلسلات رمضان
تُغيِر شكل الجمجمة.. هكذا تؤثر التكنولوجيا على طبيعتنا البشرية!
14/01/2022

تتميز الكائنات الحية بالقدرة على التكيف والعيش في بيئتها حتى في أصعب الظروف، وقد طور البشر على مر العصور هذه القدرات للتأقلم مع التغيرات المناخية وظروف الحياة والتنقل والتطورات في أنماط المعيشة والسكن وبالتأكيد التطور التكنولوجي العظيم الذي وصلنا له. ولكن يبدو أن تأثير التكنولوجيا علينا كان كبيراً لدرجة أنه غيّر من أشكالنا وذاكرتنا وحتى البنية العظمية لجماجمنا! من هواتفنا الذكية إلى الطعام الذي نتناوله، تعرف معنا في هذا التقرير على 7 طرق أثرت بها التكنولوجيا في طبيعتنا البشرية:

1. الهواتف المحمولة تتسبب في نمو نتوء في جماجمنا

كثيراً ما نثني أعناقنا لأسفل عندما نستخدم هواتفنا الذكية. يتسبب هذا في تكوين نتوء في هيكلنا العظمي يشبه القرن في الطرف السفلي من الجزء الخلفي من جماجمنا. ويسمي العلماء هذه القرون الصغيرة "النتوءات القذالية الخارجية". تنمو هذه القرون لأن الرأس المثني يولد ضغطاً شديداً عند النقطة التي تلتقي فيها عضلات الرقبة بالجمجمة. نتيجة لذلك تستجيب الجمجمة بإطالة العظم في الطرف الخلفي، ما يتسبب في التمدد. غالباً ما يمكن للأشخاص الذين يعانون من النتوء القذالي الخارجي أن يتحسسوه بأصابعهم. وقد تتمكن حتى من رؤيتها على شخص أصلع.

2. جوجل هو المسؤول عن نسيانك المستمر

محركات البحث اليوم جعلتنا ننسى أبسط المعلومات أو حتى تواريخ أهم الأحداث أو أشهر أسماء الرؤساء أو الكتاب أو المخترعين لسبب بسيط، ما الحاجة لتذكر هذه المعلومات عندما يصبح بإمكانك سؤال جوجل وتلقي الإجابة خلال ثوانٍ؟ وهذا ما يسميه الباحثون "تأثير جوجل"، وهو احتمال نسيان المعلومات التي يمكنك البحث عنها بسرعة على الإنترنت. تم الكشف عن الحالة في دراسة أجريت عام 2011 من قبل الباحثين بيتسي سبارو وجيني ليو ودانييل ويجنر في جامعة كارولينا الأمريكية.

وجد الباحثون أن الناس غالباً ما يفكرون في التحقق من الإنترنت كلما طُرح عليهم أسئلة لا يمكنهم الإجابة عنها. وأنهم كانوا أكثر عرضة لنسيان المعلومات إذا كانوا يعرفون أنها ستكون متاحة في مكان ما، حتى لو لم يكن الإنترنت. من الأمثلة على ذلك أرقام الهواتف المخزنة على هاتفك، ومن بينها رقمك الشخصي الذي من المحتمل أنك لا تحفظه لأنك قمت بتخزينه على هاتفك أيضاً. يحدث تأثير جوجل لأننا غالباً ننسى المعلومات المهمة إذا كان بإمكاننا الوصول إليها في مكان ما.

3. الزراعة جعلت فكينا أصغر

كما نشاهد في الرسوم التاريخية والدلائل الأثرية فقد كان للبشر الأوائل وجوه كبيرة ذات فك وأسنان بارزة، ولكن عبر العصور بدأ حجم الوجه بالتقلص وكذلك الفك والأسنان. ويعزو العلماء هذا التغير إلى تخلي الإنسان عن أسلوب الحياة الذي يعتمد على الصيد والقطف للزراعة الذي اعتمده منذ 12000 عام.

كان للصيادين فكوك كبيرة لأنهم مارسوا الكثير من المضغ بسبب تناولهم لحوماً ونباتات غير مطبوخة غالباً ما كانت قاسية وتتطلب الكثير من قوة الفك لتقطيعها ومضغها، ما جعل فكيهم أقوى. ولكن مع تحول الإنسان إلى زراعة المحاصيل الأكثر ليونة التي لا تتطلب قوة فك فائقة للمضغ خاصة بعد تحولنا إلى طهي وجباتنا بشكل كامل، أصبح فكينا أضعف، ما جعل الكثير منا يعاني من مشكلة تضيق الفك وعدم وجود مساحة كافية للأسنان فيه.

4. وسائل التواصل الاجتماعي تسبب مشاكل نفسية كثيرة

لقد تم ربط وسائل التواصل الاجتماعي بعدد لا يحصى من المشاكل بما في ذلك الاكتئاب وفرط النشاط والقلق وتدني احترام الذات وفقدان التركيز، خاصة عند المراهقين الذين يشكلون الجزء الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وفقاً لموقع المهتم بالمواضيع الطبية والصحية، وجدت إحدى الدراسات في عام 2018 أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب والوحدة. اشتملت الدراسة على 143 طالباً انقسموا إلى مجموعتين من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا. قلصت إحدى المجموعات وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بينما استمرت الأخرى في استخدامها بشكل طبيعي.

كشفت الدراسة أن الأفراد الذين يقضون وقتاً أقل على وسائل التواصل الاجتماعي يتمتعون بصحة عقلية أفضل ومستويات أقل من الاكتئاب والوحدة من الأشخاص الذين يستخدمونها كثيراً. كما انخفضت مستويات القلق في كلا المجموعتين على الرغم من أن الباحثين توقعوا مستويات أعلى لدى الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر. يعتقد الباحثون أن هذا يرجع إلى أن المستخدمين من كلا المجموعتين أصبحوا أكثر وعياً باستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي أثناء استمرار الدراسة.

5. الهواتف الذكية قللت من مدى انتباهنا

أدمغتنا لديها القدرة على التنبؤ بالأفعال المستقبلية التي سنقوم بها من خلال تحليل أنشطتنا اليومية التي نقوم بها بشكل روتيني وينطبق هذا على طريقة تفاعلنا مع هواتفنا الذكية. على سبيل المثال، إذا قمت بفحص هاتفك كل خمس دقائق، فسرعان ما يتنبأ دماغك بهذا السلوك ويذكرك بفحص هاتفك كل خمس دقائق.

وخلال فترة قصيرة تتداخل هذه العادة مع مدى انتباهك، ما يجعلك غير قادر على التركيز على كل ما تفعله. ويشير موقع أمريكي إلى أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن إدمان الهاتف يقلل من استخدام مناطق الدماغ المسؤولة عن التركيز، ما يتطلب جهوداً أكبر للتركيز على مهمة ما.

6. الحياة بدون إنترنت أصبحت غير ممكنة

في عام 2011، صاغ البروفيسور ديفيد ليفي من كلية المعلومات بجامعة واشنطن مصطلح "دماغ الفشار" لوصف تأثيرات التكنولوجيا على قدراتنا المعرفية (أي قدرتنا على التفكير واسترجاع المعلومات). يصف المصطلح الحالة عندما ينخرط الأشخاص في حياتهم على الإنترنت لدرجة أنهم يصبحون غير مهتمين وغير قادرين على التعامل مع حياتهم في حال عدم وجود الانترنت.

وقد توصل ليفي إلى هذا المفهوم بعد أن قام ببحث عن كيفية تأثير الإنترنت على حياتنا في حال انقطاعه. واكتشف في دراسته أننا مهتمون دائماً بقراءة كل بريد إلكتروني ورسالة جديدة وزيارة مواقع الويب لتفحص كل جديد. ولأن عقولنا تعتاد بسرعة هذا النمط، يصبح من الصعب علينا عيش حياتنا الطبيعية دون اتصال بالإنترنت. ومن المثير للاهتمام أن دراسة ليفي تدعم الأبحاث السابقة التي كشفت أن الطلاب الذين يقضون 10 ساعات يومياً على الإنترنت لديهم قدرات معرفية أقل من الطلاب الذين أمضوا ساعتين فقط، وفقاً لبحث قام به مركز أبحاث علوم الحياة الصيني في عام 2011.

7. التكنولوجيا تسبب قصر النظر

قصر النظر هو أحدث مشكلة صحية مرتبطة بتغلغل التكنولوجيا في حياتنا اليومية. ففي البلدان عالية التقنية مثل الصين الإحصائيات مروعة، حيث إن 90% من المراهقين يعانون من قصر النظر مقارنة بنسبة 10 إلى 20% قبل ستين عاماً. كما أن مستويات قصر النظر آخذة في يربط الباحثون قصر النظر عند المراهقين بقضاء الكثير من الوقت في الأماكن المغلقة على الشاشات بعيداً عن ضوء الشمس الطبيعي، وهو أمر مهم للنمو المثالي للعيون. ويعتقد الباحثون أن هذه النسبة يمكن خفضها عن طريق تعريض الأطفال لثلاث ساعات من ضوء الشمس كل يوم.

8. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يسبب الأرق

يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من جميع الشاشات على الميلاتونين، وهو هرمون يفرزه الدماغ لتنظيم نشاط دورة النوم والاستيقاظ في الدماغ. تبين أن الضوء الأزرق يضعف التدفق الطبيعي للميلاتونين في الجسم، وبذلك يؤثر سلباً على قدرتنا على النوم، وكذلك على جودة النوم؛ لأنه يخبر دماغك أن الشمس لا تزال ساطعة وأن ساعات النهار لم تنتهِ بعد ما يسبب صعوبة في النوم قد تكر إلى أرق مزمن.