السعادة لا تشترى بالمال

قد يجمع لك المال العديد من الأشخاص من حولك، ولكنه لن يوفر لك الصديق، وقد يمنحك المظهر الشاب ولكنه لن يحقق لك حيوية الشباب، والمال رغم أهميته إلا أنه لا يعد مصدراً للسعادة.



ففي احدى الدراسات التي نشرت في مجلة طبية بريطانية تبين ان عائلة واحدة على الأقل من بين كل خمس عائلات تعاني مشكلات صحية بسبب المال.

وقد أطلق الباحثون على مجموعة الاعراض المصاحبة "متلازمة المال المرضية" والتي تتضمن تسرع في دقات القلب، واضطرابات في النوم، فقدان الشهية للطعام وضعفاً في الرغبة الجنسية ومثل هذه الاضطرابات تظهر واضحة للعيان حينما تصبح الأمور المالية خارج نطاق السيطرة.

ووفقاً لتلك الدراسة، فقد قسم الباحثون الأشخاص وفقاً لعلاقاتهم بالمال إلى ثلاث مجموعات، الأولى: تلك التي تفكر طوال الليل والنهار بالمال، ويصاب افرادها لدى مراجعة الحساب البنكي بتسارع دقات القلب والتوتر والغضب، واضطرابات هضمية، أما المجموعة الثانية: فهي تتضمن الأشخاص الذين يصابون بالقلق والتوتر لدى شراء الأشياء الثمينة، وتزداد الاضطرابات الجسدية النفسية المنشأ في الأيام الأخيرة من الشهر، حين يكتشفون ان رصيدهم قد قل، ولم يتوفر بين أيديهم في نهاية الشهر سوى القليل.

ومثل هؤلاء الأشخاص تغمرهم السعادة في الأيام الأولى من الشهر، ومع مرور أيام الأسبوع. وبعد الأسبوع تلو الأسبوع يقل رصيدهم فتنخفض مستويات السعادة لديهم، وترتفع مستويات التوتر والقلق تدريجياً.

اما المجموعة الثالثة فهي تتضمن الأشخاص الذين لا يفكرون بالمال كثيراً، ولا يعانون من التوتر لدى مراجعة الحساب البنكي الشهري، ولا تبدو عليهم أعراض القلق أو التوتر.

وبغض النظر عن المجموعة التي تنتمي إليها ننصحك بضرورة اختيار مكان هادئ خارج البيت ووضع خطة محكمة لدخلك الشهري، ومصاريفك، والموازنة بينهما. ولا مانع من استشارة أصحاب الخبرة من أجل تفادي الاضطرابات الجسدية والنفسية الناجمة عن فقدان السيطرة على الأمور المالية في الحياة اليومية.



ومن المهم جداً عدم التردد في استشارة الطبيب لدى التعرض لمتلازمة المال المرضية، من أجل الحد من تأثيراتها السلبية على صحة الجسم.



وتذكر ان السعادة لا تشترى بالمال، وان المال قد يبني لك أفخم القصور لكنه لن يوفر لك السعادة الحقيقية النابعة من القلب، التي قد يتمتع بها شخص فقير يقطن في بيت صغير بحجمه كبير بأحلامه وفرحه.