| يتسبب الصيف ومن ورائه حرارة الجو وأشعة الشمس والجفاف بمشاكل مختلفة للجلد. وفيما يختص بالجمال، نجد دائما ما يستدعى الاهتمام بإيجاد حلول لمشاكل كان الصيف أحد أهم مسبباتها.
حيث أننا نتعرض فى الصيف لأشعة الشمس أكثر من الشتاء بسبب العوامل الطبيعية من جهة، وبسبب خروجنا أكثر فى النهار والمشى والسباحة، وطبعا أشعة الشمس فى الصيف أقوى منها فى الشتاء كما هو معروف. الأشعة التى تتسبب بالضرر للجلد بشكل عام هى الأشعة فوق البنفسجية، وبشكل خاص نوعان من هذه الأشعة:
الأشعة UVA والأشعة UVB. الأشعة UVA تتسبب بالتحسسات والسرطانات الجلدية. أما الأشعة UVB فهى مسؤولة عن أذى الجلد من حيث التصبغات من كلف ونمش واللذين يزداد ظهورهما فى الصيف، لهذا كانت الوقاية ضرورية من النوعين معا. وأشعة الشمس تتسبب أيضا فى تسريع ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة من تهدل الجلد وظهور التجاعيد.
فالوقاية ضرورية للجميع، بدءا من الشهر السادس من العمر، وفى كل مراحل العمر، وأيضا يجب أن تتخذ إجراءات الوقاية للجنسين، الذكور والإناث ، والأطفال بشكل خاص لأن بشرتهم أكثر عرضة للأذى من الكبار. وهنا تجدر الإشارة إلى أن التعرض لأشعة الشمس يشمل التعرض المباشر والتعرض لانعكاس الأشعة، يكفى أن نعلم أن 80% من أشعة الشمس يتم انعكاسها عن سطح الماء والرمال ، و 70% من الأشعة يمر من خلال الغيوم، فى حين يمرر الماء أثناء السباحة 50 % منها.
عدم التعرض لأشعة الشمس:
وحول إجراءات الوقاية اللازمة هناك نوعان من الوقاية:
وقاية فيزيائية: بلبس القبعات وارتداء ملابس تغطى الجلد وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة واجتناب التعرض لها ما أمكن فى الفترة الواقعة بين الساعة 10 صباحا والرابعة بعد الظهر، لأن هذه الفترة هى الفترة التى تكون فيها أشعة الشمس فوق البنفسجية فى أوج مداها.
نحن لا ننكر طبعا ما للشمس من فوائد، فنحن ندرك فوائدها وخصائصها العلاجية، و هى فى كثير من الأحيان تكون دواء لبعض الحالات، لكن التعرض لها يجب أن يكون محسوبا وبفترات يحددها الطبيب مسبقا، لا أن يتم بشكل عشوائي. هناك نوع آخر من الوقاية الفيزيائية، هو عبارة عن كريمات تحتوى على عناصر غير كيميائية تقى من نوعى الأشعة المذكورين سابقا، يستخدم فى صنعها مواد ذات أصول معدنية، ينصح باستخدامها عادة للأطفال أو للكبار ممن يكون لديهم تحسس لبعض المواد الكيميائية. تقوم هذه الكريمات بعمل وقاية دارئة، إذ أنها تشكل حاجزا يمنع وصول أشعة الشمس الضارة إلى البشرة. لكن هذا النوع من الوقاية لا يدوم لفترة طويلة، لذا هو يحتاج إلى تكرار تطبيقه مرة كل ساعتين للوصول إلى النتائج المطلوبة.
الوقاية الكيميائية:
تمتاز بأن فعاليتها أطول زمنا! بعض هذه الكريمات يختص بالوقاية +-من أشعة UVA وبعضها يختص بالحماية من أشعة UVB، كما توجد كريمات تقى من الإسفين فى آن واحد. والكريمات الحديثة يمكن أن يستمر مفعولها طوال اليوم دون أن تتخرب من أشعة الشمس، أما فى حال السباحة فيراعى تجديد الكريم كل ساعة وربع.
ويتم اختيار نوع الكريم الواقي، وفق معايير حيث انه لا بد من مراعاة نوعية البشرة التى سيتم تطبيق الكريم عليها. نوع البشرة دهنية كانت أم جافة أم مختلطة هو من يحدد نوعية الكريم المستخدم ، فالسواغ الذى يدخل فى تركيب الكريم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ، استعمال كريم واق مخصص للبشرة الجافة على بشرة دهنية يساعد على ظهور الزيوان والحبوب فى البشرة، وفى منطقتنا غالبا ما تكون بشراتنا مختلطة، مناطق منها دهنية وأخرى جافة، الطبيب وحده من يمكنه أن يحدد النوع المناسب لكل بشرة.
كما يجب الانتباه إلى أن الكريمات تتفاوت فى درجات الوقاية التى تقدمها وتختلف الحاجة إلى هذه الدرجات، و هنا يؤخذ اللون الأصلى للبشرة بعين الاعتبار، فعلى حين يقدم كريم واق بدرجة 15 كاف لأصحاب البشرة السمراء ، تحتاج البشرة البيضاء والمائلة للاحمرار لدرجة 50 وما فوق . بينما تحتاج البشرة التى يعانى أصحابها من الكلف مثلا إلى درجة 100. هذا بالنسبة للبشرة أما بالنسبة للشعر فان الشعر بحاجة إلى عناية تماما كالجلد، فهو مثله يتأذى من التعرض للحرارة والأشعة، و مثل الجلد يحتاج أيضا إلى وقاية. تكون الوقاية بوضع ما يحمى الشعر من التعرض المباشر، كاستعمال غطاء للرأس أو قبعة أو مظلة، وباستعمال مكيفات الشعر conditioners يراعى عند اختيارها نوع الشعر الذى سيتم تطبيقها عليه، فاستعمال مكيف شعر مخصص للشعر الجاف على شعر دهنى يعرضه للتساقط. و هناك أخيرا أنواع ظهرت حديثا من المكيفات تقدم حماية للشعر من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة.
ومن جانب آخر، يبدأ مع فصل الصيف ظهور البقع الحمراء والسمراء على الوجه واليدين، وهما أكثر الأماكن عرضة للشمس.. ونتيجة استخدام البعض للبرفانات ثم التعرض للشمس، خاصة فى الفترة من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا حيث تكون الأشعة من النوع فوق البنفسجى قصير ومتوسط الموجة، وينتج عن ذلك التهابات بالجلد تظهر على هيئة حبوب حمراء تصاحبها حكة بسيطة كما أنها تنتهى على هيئة بقع بنية اللون. ولقد تبين أنه مع الإكثار فى استعمال الماكياج مع التعرض للشمس يؤدى بعد فترات زمنية إلى ظهور التجاعيد المبكرة. |