مسلسلات رمضان
هل تعوض الهندسة الحيوية الذراع البشرية؟
11/07/2005

جيسي سوليفان

يعد جيسي سوليفان من ولاية تينيسي الأمريكية أول شخص في العالم يستفيد بدرجة كبيرة من علم الهندسة الحيوية. وتعنى الهندسة الحيوية بدراسة وظائف الأحياء وخصائصها بهدف تصميم وتطوير أجهزة ميكانيكية وإلكترونية تؤدي نفس الوظائف.

وفقد سوليفان، 58 عاما، ذراعيه من جراء صعق كهربائي بمحل عمله، وأصابه اليأس إذ اعتقد أنه لن يتمكن من الحياة بشكل مستقل مرة أخرى. لكن في غضون أسابيع من الحادث، تمكن علماء بمعهد إعادة التأهيل في شيكاجو من استبدال ذراع سوليفان اليسرى.

وثبت له العلماء ذراعا ميكانيكية خاصة تعتمد على الهندسة الحيوية ويمكن أن يتحكم فيها بأوامر مباشرة من المخ. وأصبح بمقدور سوليفان الآن تناول طعامه وحلاقة ذقنه وارتداء جواربه ونظارته وتشذيب حديقته بنفسه. بل إن بوسعه إجراء الحركات الصغيرة الضرورية للقيام بأعمال دقيقة مثل فتح العلب الزجاجية.



وقطع العلماء الأعصاب الأربعة الرئيسية التي كانت تمتد عبر ذراعي سوليفان ونقلوها إلى عضلات صدره.

ونمت الأعصاب داخل العضلات، وهو ما سمح له بتوجيه وتحريك الذراع عن طريق إشارات عصبية صادرة من المخ. وتسمى هذه التقنية الجديدة "هندسة الأعصاب"، وهي تربط البشر بالآلات.

أما ذراعه اليمنى فاستبدلت بذراع بديلة تقليدية، لكنه يقول إن التقنيتين الجديدة والقديمة تعملان معا بشكل جيد. إذ يستخدم الذراع اليسرى لأجراء الأعمال الأكثر دقة بينما يستخدم اليمنى للأعمال التي تتطلب جهدا أكبر مثل حمل الأشياء.

وعلى مدى الأعوام زاد عدد المهام التي يمكن لسوليفان أن يقوم بها. ومع تطور التقنية تطورت أيضا المهارات التي يمكن لذراعه الميكانيكية تأديتها.

وقال الدكتور تود كويكن، مدير مركز هندسة الأعصاب للأطراف الصناعية بمعهد إعادة التأهيل في شيكاجو، إن سوليفان زار المعهد 14 مرة منذ وقوع الحادث لإجراء تجارب وتعديلات على ذراعه الميكانيكية استغرقت أسابيع.

الدكتور تود كويكن يصافح جيسي سوليفان

وأضاف أن هذه أول مرة تستخدم فيها عملية زرع أعصاب داخل عضلات من أجل توصيل أطراف صناعية، وأنهم يحاولون دائما تحسين أداء ذراع سوليفان. ويمكن لسوليفان الآن أن يشعر بأثر الضغط على صدره في ذراعه.

ويأمل العلماء الآن في إضافة أجهزة إحساس خاصة في يديه لتمكينه من الشعور بمدى صلابة الأشياء التي يمسك بها، لكن الدكتور كويكن يقول إنها لا تزال في مرحلة التجارب المعملية.

وقال كويكن إن سوليفان يفضل تركيب خطافين بدلا من يدين في ذراعيه البديلين، لأنهما أسهل في الاستخدام.  وتسود الآن آمال بأن يتم تعديل هذه التقنية، الباهظة الثمن حاليا، لكي تصلح للاستخدام العام.