 | | | يبدو أن لون الشعر يلعب دورا مهما فى زيادة أو انخفاض خطر إصابة الإنسان بسرطان الجلد. فقد أظهرت دراسة أمريكية جديدة أنه يحدد درجة تأثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس على الكيميائية الضوئية للصبغة الجلدية عند الإنسان، جاعلا أصحاب الشعر الأحمر أكثر عرضة لسرطان الجلد بنسبة أعلى من أصحاب الشعر الداكن.
وأوضح علماء الكيمياء فى جامعة دوك الأمريكية، أن تنشيط الأكسجين فى الجسم نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، يسبب إنتاج جزيئات ضارة تعرف بالشوارد الحرة، التى تضع جهدا توتريا كبيرا على الخلايا، مؤدية إلى ظهور الأورام السرطانية، والأمراض الخطيرة الأخري.
ولاحظ الباحثون عند استخدام أشعة ليزر فوق بنفسجية ومجهر ضوئى لتحديد الطاقات التأكسدية لصبغات الجلد والشعر عند أصحاب الشعر الأحمر، وأصحاب الشعر الداكن، إذ تقيس هذه الطاقات قدرة تلك المواد الكيميائية على تنشيط الأكسجين وعمليات الأكسدة، التى تتم بواسطة سحب الإلكترونات، أن أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الأحمر يواجهون خطرا أعلى للإصابة بسرطان الجلد من أصحاب الشعر الأسود، وذلك لأن تركيب صبغة الميلانين فى الجلد عند ذوى الشعر الأحمر تختلف عن تلك الموجودة فى الجلد عند ذوى الشعر الأسود، لذا تمت المقارنة بين الصبغات الجلدية الحمراء والسوداء للكشف عن مدى الاختلاف بينهما.
وقد واجه العلماء صعوبات كثيرة فى تصنيع صبغات صناعية مماثلة فى التركيب لمادة الميلانين الموجودة فى الخلايا الحية المنتجة للصبغة، بسبب صعوبة عزل هذه المادة الحيوية من جلد الإنسان. ولكن باستخدام طريقة جديدة ابتكرها علماء إيطاليون عام 2000، نجح باحثو جامعة دوك فى عزل نوع من خلايا الميلانين الأحمر والأسود، وتحديد صفات هاتين الصبغتين كل على حدة.
وكشفت الدراسة عن أن الصبغة التى تنتجها الخلايا عند أصحاب الشعر الأسود تملك طاقة أكسدة لا تساعد خلايا الميلانين السوداء على تنشيط الأكسجين، بينما تتميز الصبغة الحمراء بطاقة كبيرة نشطة ديناميكيا، مما يمثل أول إثبات علمى يكشف عن الخصائص الإلكتروكيميائية للصبغة الحمراء، ويربطها على نحو واضح بتوتر تأكسدى عال، يشجع نمو الأورام الجلدية.
| 
