مسلسلات رمضان
أسطورة موزارت والذكاء!!!
19/09/2005

اسمع غير موزارت

أظهر أخصائيان سويسري وأمريكي بعلم النفس، أن المفهوم الشائع بأن استماع الرُضّع لموسيقى موزارت يساعد على تطورهم العقلي، وأن الموسيقى الكلاسيكية تجعل من الأطفال الصغار أذكياءً، ليست سوى "أسطورة مُنمّقة".

وقد تم الإعلان لأول مرة عمّا اصطلح على تسميته بـ "تأثير موزارت" في مجلة Nature الأمريكية العلمية المرموقة عام 1993 عندما أجرى باحثان في جامعة كاليفورنيا اختبارات على طلاب جعلوهم يستمعون لألحان موسيقية لموزارت لمدة عشر دقائق ليروا ما إذا كان لها تأثيرات على الذكاء. بعد ذلك أعلن العالمان أن الموسيقى الكلاسيكية عزّزت من القابلية الذهنية للمستمعين دون أن يتمكن أحدٌ من تأكيد نتائج البحث.

غير أن باحثين آخرين أظهروا عام 1999 أنه لا يوجد هناك ما يدعو للاعتقاد بصحة نظرية "تأثير موزارت". وعلى الرغم من ذلك فقد جذب المقال الأول للمجلة انتباه الناس أكثر من المقال الذي نفى النظرية، وقد أصبح شائعاً بعد فترة قصيرة أن الاستماع للموسيقى الكلاسيكية يجعل من المراهقين والأطفال والرُضّع أكثر ذكاءً.

وعلى ضوء هذا الاعتقاد الخاطئ، سعى أدريان بانكرتر، وهو أستاذ بجامعة نوشاتل السويسرية، وجيب هيث الأستاذ بجامعة ستانفورد إلى معرفة كيف أصبحت هذه الفكرة شائعة في الولايات المتحدة. حيث أظهرت بحوثهما أن الناس اهتموا بالفكرة في محاولة للتخلص من مخاوف فشل النظام التعليمي.

يقول أدريان إن المدرسين وآباء التلاميذ الأمريكان يهتمون أكثر من الأوروبيين بالتطور العقلي لأطفالهم، وعليه كلما كان نظام المدرسة سيئاً كلما ازداد اهتمام الناس بأمور مثل نظرية "تأثير موزارت". ومن أجل دعم حجتهما، درس بانكرتر وهيث 500 تقريراً لوسائل الإعلام بين 1993 و 2002 لمعرفة كيف أصبحت الموسيقى الكلاسيكية واجباً على الأطفال، والتمعن في أي من الولايات أخذ التقرير فيها مدى أوسع من غيرها.

واكتشف الباحثان علاقة متبادلة بين أنظمة التعليم الضعيفة، وعدد الأسر التي تبنت النظرية، وكيف أن بعض الولايات التي تعاني من سوء في نظام التعليم قد تبنت بشدة استخدام الموسيقى الكلاسيكية في المدارس، وكيف أخذت رياض الأطفال في ولاية فلوريدا تبث نصف ساعة من الموسيقى الكلاسيكية للأطفال يومياً، فيما قامت بعضها بتسليم أقراص مدمجة لموسيقى كلاسيكية لآباء الأطفال الرٌضّع، وبعض المدرسين كانوا يعزفون الموسيقى خلال الامتحانات، بل وصل الأمر إلى حد تشريع قوانين بهذا الشأن.

ويؤكد الباحثان أن الاعتبارات التجارية كان لها دور في ترسيخ نظرية "تأثير موزارت"، حيث يقول بانكرتر إن هذه النظرية تؤكّد مساوئ المغالاة بالإيمان في نتائج بعض البحوث العلمية. مشيرا إلى أنه لبناء حقائق علمية فإن الأمر يتطلب ما بين 10 إلى 20 سنة من البحث.