مسلسلات رمضان
بعد ظهور طفرات جديدة من فيروس كورونا.. قلق بشأن فعالية اللقاحات!
16/01/2021

تتصاعد مخاوف العلماء من طفرات في فيروس كورونا أدت لإنتاج نسخ متحورة عن الفيروس الأصلي قد يكون بإمكانها الإفلات ليس من هجمات الجهاز المناعي العادية فحسب، بل من اللقاحات الجديدة المضادة لفيروس كورونا أيضا. فهل القلق مبرر؟ تركز جميع الأنظار على سلالة متحورة من فيروس كورونا المستجد ظهرت في بريطانيا، لكن الحقيقة أن طفرة موجودة في نسخ أخرى من الفيروس هي التي تثير قلق العلماء، لأنها قد تؤثر على فعالية اللقاحات.

تحمل هذه الطفرة المسماة (إي 484 كي - E484K) نسخاً متحورة ظهرت في جنوب إفريقيا ومؤخرًا في البرازيل واليابان، ولكنها لم ترصد على النسخة المتحورة الإنجليزية التي تتصدر أخبار انتشارها العناوين في العالم أجمع. وقال رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة كامبريدج، إن هذه الطفرة "هي الأكثر إثارة للقلق" من حيث الاستجابة المناعية.

وبمرور الوقت تظهر نسخ مختلفة متغيرة ومحتورة من فيروس كورونا المستجد الأصلي ويرجع ذلك إلى حدوث طفرات مختلفة، وهي ظاهرة طبيعية في حياة الفيروس، إذ تحدث نلك الطفرات خل مراحل تكاثر الفيروس. وقد سُجلت العديد من الطفرات على فيروس سارس-كوف-2  منذ ظهوره، من دون أن يكون لغالبيتها العظمى أي أثر، إلا أن بعضها قد يمنح الفيروس ميزة للبقاء بما في ذلك زيادة قابلية الفيروس للانتقال.

وتشترك النسختان المتحورتان اللتان ظهرتا في إنجلترا وجنوب إفريقيا واليابان (الأخيرة انتقلت عبر مسافرين من البرازيل)، في طفرة تسمى (إن 501 واي - N 501 Y) وهو تغير يحدث على شوكة الفيروس (وهي نتوء بروتيني يسمح له بدخول الخلايا). ويُشتبه بأنها تجعل هذه النسخ المتحورة من الفيروس أكثر عدوى لأنها تقع في موقع ربط المستقبل الفيروسي لدخول الخلية ما يزيد من قدرته (الفيروس) على الارتباط بالمستقبل في الخلية المستهدفة. وتحيط شكوك ذات طبيعة مختلفة بطفرة (إي 484 كي - E484K). إذ أظهرت الاختبارات المعملية أنها تبدو قادرة على خفض قدرة الأجسام المضادة على التعرف على الفيروس وتحييده.

تهرب مناعي

ونقل مركز الإعلام العلمي البريطاني عن البروفسور فرانسوا بالو، من جامعة لندن كوليدج قوله إنه "من الممكن أن تساعد "الطفرة" الفيروس في تجاوز الحماية المناعية المكتسبة بعد عدوى سابقة أو التي حدثت بسبب طريق التطعيم"، مضيفاً أن هذه القدرة المحتملة على "التهرب المناعي" هي التي تقلق العلماء، لأنها تطرح أسئلة تتعلق بفعالية اللقاحات في نظرهم.

في 8 كانون الثاني/يناير، أكدت شركتا بيونتيك وفايزر اللتان صنعتا أحد اللقاحات الرائدة في العالم، أن لقاحهما فعال ضد الطفرة إن 501 واي، لكن الفحوصات المعملية التي أجرياها لم تركز على الطفرة إي 484 كي. لذلك فإن تلك الفحوصات غير كافية للاستنتاج بأن فعالية اللقاح ستكون بالقدرة نفسها ضد المتحورات التي تحمل هذه الطفرة مثلما هي ضد الفيروس التقليدي.

بالإضافة إلى ذلك، تصف دراسة نُشرت في 6 كانون الثاني/يناير حالة امرأة برازيلية أصيبت بكوفيد في أيار/مايو ثم أصيبت مرة أخرى في تشرين الأول/أكتوبر بنسخة متحورة تحمل طفرة إي 484 كي. وقد تكون العدوى الثانية الأشد من الأولى علامة على أن الطفرة تسببت باستجابة مناعية أضعف لدى المريضة. ومع ذلك، لا شيء يشير إلى أن هذه الطفرة كافية لجعل المتحورات مقاومة للقاحات الحالية، كما يقول العلماء.

"بداية المشاكل"

في الواقع، حتى وإن اتضح أن الأجسام المضادة لا تتعرف جيدًا على هذه  الطفرة، فإنها ستتمكن من استهداف المكونات الأخرى في الفيروسات المتحورة، من حيث المبدأ. إذ شرح فينسينت إينوف من معهد باستور في باريس أنه "حتى لو تراجعت كفاءتها، فسيظل بإمكانها تحييد الفيروس".

وعقب عالم المناعة رينو رابولي، الباحث والمدير العلمي لدى شركة الأدوية العملاقة غلاكسو سميث كلاين بقوله: "لا أعتقد أن هذه الطفرة وحدها تطرح إشكالية بالنسبة للقاحات". شارك رابولي في إعداد دراسة صدرت في 28 كانون الأول/ديسمبر وكان هدفها مراقبة ظهور فيروس متحور في المختبر. وقد خلصت إلى أنه "يجب علينا تطوير لقاحات وأجسام مضادة قادرة على التحكم في المتحورات الناشئة".

لكن هذه الطفرة "يمكن أن تكون بداية المشاكل" للقاحات، وفق البروفسور غوبتا الذي قال إنه "في هذه المرحلة، يفترض أن تكون جميع اللقاحات فعالة، ولكن ما يقلقنا هو احتمال حدوث طفرات مستقبلية" تضاف إلى تلك التي تتم مراقبتها بالفعل، داعياً إلى "التلقيح بأسرع وقت ممكن في كل مكان في العالم". في مواجهة ظهور متغيرات جديدة، أكد العديد من المختبرات أنها قادرة على تطوير لقاحاتها بسرعة إذا لزم الأمر.