مسلسلات رمضان
معامل التحليل بديلا لـ "تنجيم" الأطباء؟!
25/02/2009

الذهاب إلى معامل التحاليل ليس نوعا من الرفاهية "الطبية" ولا أمرا يمكن الاستغناء عنه لأن نتيجة التحليل جزء أصيل من التشخيص، وبالتالي تحديد الدواء ومن هنا تكتسب معامل التحاليل أهميتها.

معامل التحليل بديلا لـ "تنجيم" الأطباء؟!

 نسبة الخطا في التحليل تصل إلي 15%

دكتور حسام نبيل، اعتبر أن أهمية معمل التحليل تأتي من كون الطبيب لا يملك القدرة علي "التنجيم"، ولذلك فهو لا يستطيع معرفة حالة المريض بمجرد النظر إليه لأن هناك أمراضا تتشابه أعراضها، والتحليل أو الاشعة فقط هما الطريق إلي التشخيص الصحيح، وبالتالي تحديد العلاج المناسب لحالة المريض ومن ثم الشفاء والعكس يحدث، كما يوضح حسام: "إذا كان التحليل خطأ فيترتب عليه تشخيص خطا وعلاج لا يتناسب مع المريض".

كلام حسام لا يعني أن مجرد إجراء التحليل الوصول إلي طريق العلاج الصحيح لأنه كما يقول دكتور وسيم السيسي "الخطا وارد في التحاليل في أي بلد في العالم فعلي سبيل المثال هناك مقال نشر بالولايات المتحدة ذكرت ان نسبة الخطا في التحليل تصل إلي 15% ولكن في مصر يمكن أن نقول إن نسبة الخطأ، مع مراعاة أننا لم نصل إلي درجة تقدم الولايات المتحدة، قد تصل إلي 50% تلك الأخطاء يمكن الطبيب ان يدركها وفي أحيان أخري تمر عليه مرور الكرام دون أن يتداركها" ويؤكد السيسي أنه كثيرا ما يتشكك في تحليل ما فيطلب من المريض إعادة التحليل، وذلك لأنه أحياناً ما توحي الحالة الإكلينيكية للمريض لديه مرضا ما ويظهر التحليل في نتيجته أن الحالة في معدلها الطبيعي فيبدأ الطبيب في مقارنة النتائج للتأكد من تشخيصه لحالة المريض. تعامل الأطباء مع مشاكل وأخطاء معامل التحاليل مختلف - بالتأكيد- عن تعامل المرضي وذويهم.

فمثلا تحكي كريمة عثمان للبديل ما حدث لإحدى قريباتها قائلة: "ذهبت واحدة من قريباتي إلي طبيب النساء وقال لها اعملي تحليل فعملته وذهبت لتأخذه فأعطوا لها تحليلا وقالوا إن هذا يخصك فلما عرضته علي الطبيب قال لها إنها تعاني من ورم في الرحم ويلزمها عملية فانهارت نفسيتها وذهبت إلي طبيب آخر فطلب منها إعادة التحليل فأجرته وعرضتة عليه فاخبرها إنها تعاني من شوية التهابات"، وتقول كريمة إنها -شخصيا- تعرضت لموقف مشابه عندما قالوا لها في معمل التحليل إنها تعاني من مرض السكر، ولما أخبرت الممرضة بأنها تعاني من الضغط وليس السكر فقامت الممرضة بشطب نتيجة تحليل السكر!.

ما كان يتكلم عنة الدكتور وسيم السيسي حدث فعلا لسهير محمود ليس مرة ولا اثنتين.. بل ثلاث مرات. تقول سهير: "الطبيب جعلني أجري التحليل ثلاث مرات لأنه كان يشك في أنني مصابة بالأملاح ولكن نتيجة التحاليل قالت عكس ذلك حتي اثبت التحليل الثالث ما كان يشك به الطبيب".

 لا بد للطبيب أن يراعي في العينة الكفاءة
الكمية والكيفية وإلا ستحدث
بها تغيرات فسيولوجية

الخوف من هذه الأخطاء يجعل المرضي يستمعون - مرغمين- لنصيحة الأطباء بإجراء التحليل في معمل بعينه رغم إدراكهم أن هناك غرضا آخر وراء هذه النصيحة غير دقة التحليل.

نوال محمد قال عن تجربتها مع الأطباء والمعامل: "طبيبي يطلب مني الذهاب إلي معمل معين وأنا أدرك أن هناك نسبة أو مصالح مشتركة بينه والمعمل الذي يطلب مني الذهاب إليه". وفي حين تلتزم "أم محمد" بالمعمل الذي يحدده الطبيب لأنها تشعر بأن في ذلك مصلحتها كما تقول، يؤكد الحاج سيد عطا الله أنه لا يلتزم بكلام الطبيب لأن نتيجة تحليل السكر عند المعمل المرشح دائما مرتفعة ولذلك يقوم بعمل التحليل في معمل آخر.

دعاء عبد الله، كيميائية، حاولت توضيح سبب مشكلة الحاج محمد قائلة: "تختلف الشركات في نوعية المواد الكيماوية التي تستخدمها فهناك مواد مستوردة وأخري مصرية، والسوسرية مثلا تركيزها عاليا والمواد الكيماوية المصرية تركيزها اقل لكن مع تخزين المواد الكيماوية المستوردة تقل كفاءتها" لكن دعاء تؤكد أنه مع ذلك هناك ميزة في المواد المصرية، وهي أنها "طازة"، حسب تعبير دعاء، ولهذا فهي أحسن من المستوردة، وهناك اختلاف آخر تحدثت عنه دعاء وهو اختلاف معدل قياس الأجهزة من جهاز لآخر فمثلا جهاز تحليل السكر يتراوح معدله ما بين 110 إلي 70 وفي جهاز آخر الطبيعي لديه 120 إلي 90 وجهاز وظائف الكبد الطبيعي في جهاز يتراوح بين 1 إلي 12 وفي جهار ثان يترواح بين 1 إلي 40، لكن هذه الاختلافات لا تنفي، كما تقول دعاء، إن بعض الأجهزة لا تكون غير مضبوطة في معايرتها، أو هناك اختلال في حركة مؤشراتها، ولذلك لابد من إجراء صيانة ومعايرة للأجهزة كل 6 شهور.

المعامل الشهيرة ذات الجودة العالية - المفترضة- أسعارها أيضا مرتفعة ولهذا تضطر مي محمود لعمل التحليل بالمستشفي لأنه أرخص بالنسبة لها، ورغم معرفة مي أن نتيجة التحليل لا تكون دقيقة فإنها تفضله علي التعامل مع المعامل التي يصل سعر التحليل بها إلي 100 جنيه لأنها غير مستعدة أن تفقد كل هذا المبلغ بشكل شهري من مرتبها، خاصة أنها تحتاج إلي علاج لمرض الضغط الذي تعاني منه، ومن غير المعقول أن تجري التحليل ولا تأخذ الدواء.

معامل التحليل بديلا لـ "تنجيم" الأطباء؟!

إذا كان التحليل خطأ فيترتب عليه تشخيص
خطا وعلاج لا يتناسب مع المريض

دكتور عصام العريان، أمين عام نقابة الأطباء، أكد أن الطبيب ينصح المريض بالذهاب إلي معمل معين لأنه يثق به ويتعامل معه بانتظام، وأرجع العريان أهمية التحاليل لاستحالة استغناء الطبيب عنها في تشخيصه للمرض ومتابعة تطور الحالة رغم أنها منذ 50 سنة كانت غير محببة للطبيب لأن العاملين بها كانوا من خريجي العلوم والصيدلة، لكن الآن لا يجوز أن يعمل بالتحليل سوي الطبيب لما له من أهمية في تشخيص حالة المريض، وعن تضارب النتائج بين المعامل قال العريان إن هذه المهنة تعتمد علي الدقة والأمانة واستخدام الأجهزة الحديثة والخبرة لتجنب تضارب النتائج والتحاليل.

أما الدكتور طلعت الديب، عضو لجنة الصحة بمجلس الشوري، فحاول تلخيص قصة المعامل ورحلة العينات داخلها حتي تتضح الفكرة قائلا: "المعامل عبارة عن مثلث له ثلاثة أضلاع ضلع خاص بالجهاز والكواشف وضلع للفني الذي يأخذ العينة، وضلع آخر خاص بتجهيز العينة.. لو تكلمنا عن الأجهزة نجد أن لها متوسط قراءة، أي حد أدني وحد أعلي، وفني أخذ العينات له دور فعال في تجهيز العينة حسب نوع التحليل المطلوب وإضافة المواد الكاشفة عليه ولا بد أن يتم هذا بمنتهى الدقة والا حدث خطأ في قراءة الجهاز للنتائج. أما فني التحاليل أو الطبيب فلا بد أن يراعي في العينة الكفاءة الكمية والكيفية وإلا ستحدث بها تغيرات فسيولوجية. ولا بد من مراعاة أن لكل جهاز تحاليل قراءة خاصة به، ولهذا يستحسن أن يتابع المريض إجراء تحاليله في معمل واحد وجهاز واحد حتي لا يحدث خلل وخطأ" وأكد الديب ان هناك معامل كثيرة غير مرخصة مثل المعامل التي بالمنازل وهناك معامل تنتظر الحصول علي ترخيص لكنها مع ذلك مستمرة في عملها .