مسلسلات رمضان
إعاقة أحمد العنزي حوّلته إلى مخترع!
17/06/2010

الاعاقة، ربما تقودك إلى النجاح الباهر، وربما تحلّق بسببها في سماء الاختراعات، فكل مرة يثبت لنا ذوي الاحتياجات الخاصّة أنهم جديرون دوما بأن نقدّر ما يقومون به، فأحمد العنزي شاب سعودي في مطلع العشرينات من عمره، تعرض لحادث سير قبل حوالي 8 سنوات، الأمر الذي تسبب في إصابته بإعاقة في رجله اليسرى. وبدلا من أن تصيبه هذه الإعاقة باليأس، فقد كانت علامة فارقة في حياته؛ حيث أعطته الفرصة للتفكر في مشكلات الآخرين وابتكار حلول عملية تبلورت في شكل اختراعات لحل مشكلات.

الاعاقة كانت علامة فارقة في حياته

ويروي العنزي قصته مع هذا الحادث قائلا: "حينما كان عمري 12 عاما، وأدرس في الصف السادس بابتدائية الشهداء، صدمتني سيارة مسرعة، وقذفت بي عدة أمتار في الهواء، لأسقط بعدها على حافة سور المدرسة.. تنقلت طلبا للعلاج من مستشفى إلى آخر، وبعد أن أجريت لي 16 عملية، خلال سنتين، ما بين الكويت والسعودية، استطعت المشي، على رغم بعض الصعوبة في حركة رجلي اليسرى". 

معاناة أحمد في رحلة العلاج كانت سببا في تفكيره لإيجاد حلول لمشاكل الآخرين، وهو الأمر الذي خرج للواقع في صورة اختراعات. ويروي العنزي قصة عدد من هذه الاختراعات قائلا: "على سبيل المثال، كنت في أحد المطاعم، ورأيت شخصا لا يتقن الكلام، ويحاول التعبير للشخص الذي أمامه بلغة الجسد، إلا أنه فهمه بصورة خاطئة، وقام بطرده من المطعم. وتركت تلك الحادثة أثرا بالغا فيّ، ما جعلني أفكر مليا، حتى ظهرت فكرة اختراع يعالج هذه المسألة"، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية.  

وعن فكرة هذا الجهاز يقول العنزي: "يلبس في الكف، ويعتمد على تقنية الليزر، وخمس توصيلات بجهاز الميكروفون مقترنة به، وعندما تصدر حركة معينة من يد الشخص الذي فقد القدرة على الحديث، تتم ترجمتها إلى أصوات يصدرها الجهاز، ويشير حينها صاحب إعاقة النطق بيديه مستخدما لغة الإشارة، فيترجم الجهاز تلك الإشارات إلى أحاديث مسموعة، يفهمها من ليست لديه مهارة الحديث بلغة الإشارة، كما يتميز الجهاز بخيار اللغتين العربية والإنجليزية".  

يشير العنزي إلى اختراع آخر، وهو "الكرسي المدولب"، الذي يقول إنه اهتدى إليه، بسبب وجود مؤثر داخل أسرته، وهي خالته المقعدة، التي تعاني من صعوبة في الصعود إلى الدرج ونزوله، وكذلك الذهاب إلى دورة المياه، ومعاناتها الكبيرة عند النوم. جهاز قياس ضغط الدم ابتكار آخر إضافة أحمد لرصيده، على رغم وجود مقاييس أخرى متعددة، ومتنوعة، إلا أنه يشرح اختراعه هذا قائلا: "هو عبارة عن جهاز يحتوي على مقياس للحرارة، ومقياس للدم، وسماعة طبية، ويعمل بوضع السماعة على القلب، ثم أخذ نفس عميق، عبر عملية شهيق وزفير، وبعد ثوان قليلة، يقوم بجمع المعلومات، فتضع درجة الحرارة، ليقوم بسؤالك عدة أسئلة، وبالإجابة عليها يعطيك التشخيص الكامل عن حالتك، كأن تحتاج إلى مراجعة الطبيب، أو أنك مصاب بكذا، أو لست بحاجة إلى الذهاب للعيادة". ويتابع قائلا: "هذه المعلومة من الممكن الإفادة منها، في الاستفسارات الطبية. وقد نشأت هذه الفكرة من ملاحظتي، بأن بعض الأفراد لا يستطيعون الذهاب إلى الطبيب، فيقوم الجهاز بتوضيح مشاكلهم الصحية".