يتطور سوق العمل العالمي، باستمرار، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي، والاحتياجات المجتمعية المتغيرة، والتحولات الاقتصادية. وفي عام 2024، قادت النساء العديد من المهن المطلوبة حول العالم، ولا تقدم هذه المهن فرصاً وظيفية كبيرة فحسب، بل تتماشى أيضاً مع التركيز المتزايد على التنوع والشمول في مكان العمل. إليكِ أبرز المهن، التي يرتفع الطلب عليها للنساء، في جميع أنحاء العالم خلال عام 2024.
1. الرعاية الصحية:
لا تزال الرعاية الصحية من أكثر القطاعات طلباً في جميع أنحاء العالم. فمع شيخوخة السكان، وزيادة الوعي الصحي، ارتفعت الحاجة إلى المتخصصين المهرة في الرعاية الصحية، مثل: الأطباء والممرضات والباحثين الطبيين. والنساء اللاتي يشكلن، بالفعل، جزءاً كبيراً من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية، وفرصهن وفيرة في هذا المجال، كما يتزايد الطلب على الأدوار المتخصصة في الرعاية الصحية، مثل: المستشارين الوراثيين ومديري الرعاية وممارسي الرعاية الصحية عن بعد. علاوة على ذلك، توفر التطورات في التكنولوجيا الطبية والطب الشخصي مجالات جديدة للنساء، لاستكشافها والتفوق فيها. اعتادت صناعة الرعاية الصحية أن يهيمن عليها الذكور، لكن وفقاً لإحصائية أجراها موقع «زيبيا» (zippia)، فإن 54.2% من الأطباء اليوم من النساء، و45.8% فقط من الرجال.
2. الخدمات المالية:
يقدم القطاع المالي العديد من الفرص للنساء، من الخدمات المصرفية والاستثمار، إلى التخطيط المالي والتحليل. ومع تركيز الشركات على الاستقرار المالي والنمو، هناك طلب كبير على المستشارين والمحللين الماليين المهرة. وتجلب النساء في مجال التمويل أساليب فريدة تعزز عمليات صنع القرار، كما يفتح صعود التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية الرقمية أبواباً جديدة للنساء في أدوار، مثل محللي «blockchain»، وخبراء العملات المشفرة ومبتكري التكنولوجيا المالية. علاوة على ذلك، يتماشى التركيز على الاستثمار الأخلاقي والتمويل المستدام مع القيم، التي تجلبها نساء عديدات للقطاع المالي.
3. التعليم والتدريب:
يظل التعليم مهنة حيوية على مستوى العالم، مع الطلب المستمر على المعلمين والمدربين والإداريين التعليميين. فمع انتشار التعلم عن بعد والرقمي بشكل متزايد، تشهد النساء في أدوار تكنولوجيا التعليم (EdTech) أيضاً فرصاً متزايدة. ويوفر هذا القطاع مساراً وظيفياً مستقراً مع إمكانية التأثير بشكل كبير على الأجيال القادمة، حيث إن الابتكارات في المناهج التعليمية، مثل: التعلم الشخصي، واللعب، وهي مجالات تقدم فيها المرأة وجهات نظر جديدة، وتقود التغيير.
4. التسويق والاتصالات:
مع صعود الوسائط الرقمية، أصبح الطلب على المتخصصين في التسويق والاتصالات أعلى من أي وقت مضى. ووجود النساء في أدوار، مثل: التسويق الرقمي والعلاقات العامة وإنشاء المحتوى، ضروري لمساعدة الشركات على التنقل في المشهد الرقمي، والتواصل مع جماهيرها بشكل فعال، والقدرة على صياغة سرديات مقنعة، والاستفادة من الاستراتيجيات القائمة على البيانات أمر بالغ الأهمية في هذا المجال. كما تحقق النساء خطوات كبيرة في تسويق المؤثرين، وإدارة العلامات التجارية، واستراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي. ومع تطور تفضيلات المستهلكين، يصبح دور المتخصصين في التسويق في فهم وتوقع اتجاهات السوق مهماً بشكل متزايد.
5. التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات:
تزدهر صناعة التكنولوجيا، حيث يشهد تطوير البرمجيات والأمن السيبراني وتحليل البيانات نمواً هائلاً. وتقتحم النساء بشكل متزايد هذه المجالات، التي يهيمن عليها الذكور تقليدياً، مدفوعة بمبادرات لسد الفجوة بين الجنسين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وستكون الكفاءة في الترميز والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي ذات قيمة خاصة. وتساهم النساء بمجال التكنولوجيا في الأدوار الفنية، وتؤثر في تطوير المنتجات، وتصميم تجربة المستخدم والسياسة التكنولوجية، إذ تظهر البرامج والمنح الدراسية، التي تهدف إلى تشجيع الفتيات على متابعة تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات نتائج إيجابية، ما يؤدي إلى قوة عاملة أكثر تنوعاً وشمولاً في مجال التكنولوجيا.